شعر عن الموت

عدد الرسائل : 44 تاريخ التسجيل : 30/12/2007

شعر عن الموت

لـــ زين العابدين بن الحسن بن على

أرُسلها فياعسى عبرة منها تخلصنى

أنا الذى أغلق الابواب مجتهداً

ليس الغريبُ غريبِ الشام واليمنُ إن الغريبُ غريب اللحد والكفنُ

إن الغريبُ له حق لغربته حق على المقيمين فى الأوطان والبلدُ

دعنى انوحُ على نفسى واندُبها واقطع الدهر فى التسبيح والعبرُ

دعنى اسحُ دموع العين على المعاصى وعين الله ترقبنى

دنا الرحيل وقلت لنفسى واسفاه كيف الرحيلُ و ذنبى قد تقدمنى

وقد اتوا بطبيب كى يعالجنى وما أرى الطبيبُ اليوم ينفعنى

وقد أتى هادم اللذات يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هونٍ

وأستخرج الروح منى فى تغرغرها وكان ريقى مريراً حين أخرجنى

وصار من كان أحبُ الناس فى عجلٍ نحوالمُغسل يأتينى ليغسلنى

فجائنى رجل منهم فجردنى من الثياب جميعا وأعرانى وأغسلنى

واسكب الماءُ من فوقى وغسلنى غُسل الممات ونادى القوم بالكفنِِ

وحملونى على الأكتاف اربعةً من الرجال وخلفى من يشيعنى

وقدمونى إلى المحراب وانصفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعنى

وأنزلونى إلى قبرى على مهَلٍ وقدموا واحداً منهم يلحدنى

وكشف الثواب عن وجهى لينظُرنى وأسَكب الدمع من عيناً وقبلنى

وقالو هيلوا عليه التراب واغتنموا حُسن الثواب وكل الناس مهتدنى

فى ظلمة القبر لا أم تصاحبنى ولا رفيقً بذات اللحد والكفنٍ

من منكر ونكير ما أقول لهم وقد هالنى أمرُهم جداً فأفزعنى

وأجلسونى وجدوا فى سؤالهم مالى سواك إلهى من يثبتنى

يا نفسى كفى عن العصيان واغتنمى فعلاً جميلاً لعل الله يرحمنى

يا نفسى ويحك توبى وأعملى حسناً عسى تجازين بعد الموت بالحسن